تشهد اليابان في عام 2025 نقلة نوعية غير مسبوقة في عالم الذكاء الاصطناعي، مع بروز جيل جديد من روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان، لتتحول من أدوات تقنية إلى شركاء حقيقيين في الحياة اليومية. في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم لتطوير مساعدات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي التقليدي، تبدو اليابان قد تجاوزت هذا المستوى وتقدمت لمستويات أعلى في الإعجاز العلمي، بإطلاق روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان قادرة على فهم المشاعر، التفاعل معها، وتقديم دعم نفسي واجتماعي يشبه التفاعل البشري بدرجة مذهلة.
أعلنت شركة “ميتسوبيشي إلكتريك” بالتعاون مع “جامعة كيوتو للتقنية العصبية” عن إطلاق روبوت جديد يُدعى “أومي”، يمثل نموذجًا متقدمًا في مجال الذكاء العاطفي الصناعي. يتمتع “أومي” بقدرة على تحليل تعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، وحركات الجسد، لتحديد المشاعر البشرية بدقة تتجاوز 85%. كما يستطيع التفاعل من خلال تعبيرات وجه اصطناعية، واستخدام نبرة صوت ناعمة متكيفة مع الحالة العاطفية للمستخدم.
وصرّح الدكتور هيروشي ماتسودا، المدير التنفيذي لمشروع “أومي”، قائلاً: “هدفنا لم يعد مجرد تقديم روبوت ينفذ الأوامر، بل تطوير كيان يفهمك، يواسيك، ويمنحك شعورًا بأنك لست وحدك”.
تُستخدم روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان الآن داخل المنازل، خاصة بين كبار السن الذين يعانون من العزلة. تُقدّم هذه الروبوتات الدعم الاجتماعي والنفسي، وتتابع الحالة الصحية للمستخدمين، بل وتشاركهم في أنشطة يومية مثل القراءة، الطبخ، أو حتى ممارسة التأمل. وقد أظهرت دراسة أجرتها وزارة الصحة اليابانية في مارس 2025 أن 67% من المستخدمين الذين يعيشون بمفردهم شعروا بـ”تحسّن ملحوظ في المزاج” بعد شهرين فقط من التفاعل اليومي مع روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان

امتدت استخدام هذه الروبوتات إلى القطاعين التعليمي والصحي. حيث أنه في المدارس الابتدائية تساعد روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان “يوكي” الطلاب في التعبير عن مشاعرهم، وتقدم الدعم للذين يعانون من صعوبات اجتماعية. وفي المستشفيات باتت هذه الروبوتات تلعب دورًا مكمّلًا في رعاية المرضى النفسيين ومرضى الزهايمر، حيث تُسجّل تحسينات في الحالة المزاجية والاستجابة للعلاج لدى المرضى الذين تفاعلوا بانتظام مع الروبوتات العاطفية.
ورغم الإشادة الواسعة بروبورتات الذكاء الإصطناعى، إلا أنه عبّر بعض الخبراء عن قلقهم من الاعتماد العاطفي الزائد على الروبوتات. تقول البروفيسورة آيكا ناكامورا أخصائية علم النفس الاجتماعي في جامعة طوكيو: “وجود روبوت يبادلك المشاعر قد يبدو مغريًا، لكنه لا يعوّض العلاقات البشرية الفعلية، وعلينا الحذر من أن تتحول هذه الأدوات إلى بدائل للعلاقات الاجتماعية الطبيعية”.
إلا أن صناع التكنولوجيا في اليابان يرون الأمر بشكل مختلف. فهم لا يسعون لاستبدال الإنسان، بل لتقديم أدوات تخفف من التوتر الاجتماعي، وسد فجوات الوحدة المتزايدة في المجتمعات الحديثة، خاصة في بلد يعاني من شيخوخة السكان وانخفاض معدلات الزواج والإنجاب.
تعمل بعض الشركات اليابانية حاليًا على تطوير روبوتات بذكاء عاطفي في اليابان طويلة المدى، تُمكّن الروبوت من تذكّر المواقف التي أثّرت في مستخدمه، وتحليل نمط سلوكه العاطفي على مدى أشهر. وقد أعلنت شركة “سوني” في أبريل 2025 عن نموذج أولي لروبوت يدعى “ريكو”، يمتلك هذه الخاصية، ويتوقّع طرحه في الأسواق نهاية العام.
مع التقدّم المذهل في تقنيات الذكاء العاطفي، تفتح اليابان الباب على مصراعيه لعصر جديد لا تقتصر فيه الروبوتات على المهام الميكانيكية، بل تندمج فيه في نسيج الحياة اليومية كرفقاء ودودين يمكنك مشاركتهم تفاصيل يومك. وبينما يظل السؤال الأخلاقي قائمًا حول حدود هذه العلاقة، لا شك أن ما يحدث في اليابان اليوم قد يغير مفهوم “الصديق” في المستقبل القريب.
اقرأ ايضاً :


