تويوتا تُعلن تراجع الأرباح 21% بسبب الرسوم الجمركية: هل تهدد الأزمة صناعة السيارات اليابانية؟

توقعت شركة تويوتا موتور كورب انخفاض أرباحها بنسبة 21% في السنة المالية الحالية، يعد هذا من تأثيرات الضغط الناجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذه الرسوم رفعت تكلفة تصدير السيارات من اليابان إلى الأسواق الخارجية، مما أثّر سلبًا على هامش الربح. وأيضا أدى الي ارتفاع قيمة الين إلى إضعاف الطلب القوي على السيارات المصدرة.
تواجه شركة تويوتا خطر التعرض لتداعيات واسعة النطاق نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ليس فقط بسبب تأثيرها على صادراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة، ولكن أيضا بسبب احتمال تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
تتوقع شركة صناعة السيارات الأكثر مبيعًا في العالم أن يبلغ إجمالي دخلها التشغيلي 3.8 تريليون ين (26 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في مارس 2026، مقارنة 4.8 تريليون ين في السنة المالية المنتهية.
وقال كريستوفر ريتشر، وهو محلل السيارات في شركة الوساطة CLSA، إن هناك خطرا كبيرا بشأن الوضع الحالى للشركة، وهو أن تويوتا قد تجد صعوبة في تحقيق توقعاتها الجديدة للأرباح إذا تم الإبقاء على التعريفات الجمركية.
وأشار أيضا الرئيس التنفيذي كوجي ساتو في مؤتمر صحفي قائلاً: إن تفاصيل التعريفات الجمركية غير واضحة إلى حد كبير، مما يزيد من صعوبة التعامل معها.
وقال ساتو “سواء كانت هذه التعريفات دائمة أم لا، وما سيحدث، فهذا ليس شيئا يمكننا أن نقرره”.
وحذر المحللون من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمشترين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، مما يؤدي إلى تراجع معنويات المستهلكين، وأيضا الأرباح التشغيلية للأشهر الثلاثة المنتهية في مارس ثابتة تقريبًا، حيث ارتفعت بنسبة 0.3% إلى 1.12 تريليون ين.
وقالت تويوتا في عرض تقديمي إن انخفاض الأرباح في العام المقبل يرجع إلى التأثير السلبي لقوة الين، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد وتأثير التعريفات الجمركية. الشركة مثلها مثل غيرها من شركات صناعة السيارات العالمية التي تعمل في أكبر اقتصاد في العالم، قد تواجه تويوتا تكاليف عمالة مرتفعة وتضطر إلى إنفاق المزيد على الاستثمار إذا قررت توسيع قاعدة إنتاجها في الولايات المتحدة بشكل أكبر.
ورغم أن مبيعات سيارات تويوتا في الصين انخفضت بدرجة أقل من غيرها من شركات صناعة السيارات اليابانية، فإنها لا تزال تكافح من أجل وقف تراجع المبيعات في أكبر سوق للسيارات في العالم وسط منافسة شديدة من العلامات التجارية الصينية.
اليابان هي السوق الأكثر ربحية بالنسبة لتويوتا، هي النقطة المضيئة الوحيدة مع زيادة الأرباح بنسبة 18% في الربع الرابع. وارتفعت خسائر التشغيل في أمريكا الشمالية، وهي أكبر أسواق الشركة إلى 100 مليار ين مقارنة مع 28 مليار ين في العام السابق، يرجع هذا بسبب توقف مؤقت للإنتاج في مصنعها بولاية إنديانا.
هل تُهدد هذه الأزمة صناعة السيارات اليابانية مثل تويوتا وهوندا ونيسان؟

صناعة السيارات اليابانية ليست في خطر مباشر من كل هذا، لكنها تواجه تحديات حقيقية. الشركات الكبرى مثل تويوتا وهوندا ونيسان تمتلك خبرة طويلة، وتعمل الآن على:
- نقل جزء من مصانعها إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمكسيك لتفادي الرسوم الجمركية.
- الاستثمار في السيارات الكهربائية والهجينة لمواكبة التغيرات العالمية في سوق السيارات.
- تنويع الأسواق وتقليل الاعتماد على الأسواق المتقلبة سياسيًا واقتصاديًا.
تراجع أرباح تويوتا بنسبة 21% يُعتبر ناقوس خطر، لكنه لا يعني انهيار صناعة السيارات اليابانية، ولكنها بحاجة لتغييرات استراتيجية حتى تواكب التحديات العالمية الجديدة مثل الحروب التجارية، وتغيرات السوق، والطلب المتزايد على التكنولوجيا النظيفة.
أقرأ ايضا: رحلة إلى متاحف العلوم والتكنولوجيا في اليابان: نظرة على الإبتكار.

