في عام 2025 تتسارع وتيرة الابتكارات في مجالات الروبوتات في اليابان بأسرع من المتوقع وتقدم غير مسبوق الي الحد التي تصل فيه الي تعليم الروبوتات المهارات اليدوية.حيث في خطوة جديدة قد تُحدث نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا، أعلنت مجموعة من الشركات اليابانية الرائدة بقيادة “فوجيتسو” و”ميتسوبيشي إلكتريك”، عن تطوير نظام متقدم يتيح تعليم الروبوتات المهارات اليدوية بدقة تحاكي البشر، بل وتتجاوزهم في بعض المهام من حيث الدقة والسرعة.

 

تعتمد التقنية الجديدة الخاصة بالروبوتات على مزيج بين الذكاء الاصطناعي الحسي والتعلم بالتقليد، حيث يتم تدريب الروبوتات من خلال مشاهدتهم لمقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد توضح كيفية تنفيذ المهام اليدوية المختلفة وذلك مثل: الخياطة، وتجميع الأجزاء الدقيقة في الإلكترونيات، وحتى فنون الطهي التقليدي الياباني. حيث أن الروبوتات تقوم بتحليل حركة اليد، مستوى الضغط، وزاوية التعامل مع الأدوات، ثم تُترجم هذه البيانات إلى أوامر دقيقة تُخزن في ذاكرة الروبوت ومن ثم يتم تعليم الروبوتات المهارات اليدوية

وبحسب تصريحات المهندسة “آي ناغاساوا” من شركة ميتسوبيشي، فإن “التحدي الأكبر كان في تمكين الروبوت من استشعار البيئة من حوله والتفاعل معها بشكل طبيعي، وهذا ما نجحنا فيه باستخدام حساسات لمس متطورة تغذي الخوارزميات ببيانات دقيقة عن ملمس الأشياء ومقاومتها.

 

هذه التقنية الجديدة في علم الروبوتات لا تُستخدم فقط في خطوط الإنتاج، بل بدأت بالظهور أيضًا في القطاع الطبي. ففي أحد المراكز الطبية في طوكيو جرى استخدام الروبوتات المدربة يدويًا في عمليات دقيقة لتركيب أطراف صناعية لمرضى مبتوري الأطراف، وقد لوحظ تحسن ملحوظ في سرعة الأداء ودقته مقارنة بالطواقم البشرية.

 

وفي قطاع الصناعة أيضا أعلن مصنع “باناسونيك” الإلكتروني في مدينة أوساكا عن إدخال 30 روبوتًا جديدًا ضمن خط التجميع الخاص بشرائح الحواسيب الدقيقة. وقد أشار المسؤولون إلى أن الروبوتات استطاعت إنجاز مهام معقدة كان يتطلب تنفيذها من قبل فنيين بشرين ذوي خبرة لا تقل عن 10 سنوات.

 

ما يجعل من هذه التقنية أكثر تطورًا هو دمجها بالواقع الافتراضي (VR)، إذ يتم تدريب الروبوتات داخل بيئات محاكاة تفاعلية تُعيد خلق السيناريوهات الواقعية بدقة. وتعمل هذه البيئة على تحسين استجابة الروبوت للمواقف غير المتوقعة، مثل تغير درجة حرارة الأداة أو انزلاق أحد الأجزاء.

ووفقًا لمركز أبحاث الروبوتات الياباني “JARA“، فإن استخدام الواقع الافتراضي في تدريب الروبوتات أدى إلى تحسين فعالية التعلم بنسبة تصل 60% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من التطبيق، مقارنة بأساليب التدريب التقليدية.

تعليم الروبوتات المهارات اليدوية بدقة لا تُصدّق :تقنية يابانية مبهرة
تعليم الروبوتات المهارات اليدوية بدقة لا تُصدّق :تقنية يابانية مبهرة

اليابان: الروبوتات كشريك بشري لمواجهة تحديات العمل

تثير هذه تقنية تعليم الروبوتات المهارات اليدوية تساؤلات عديدة حول مستقبل العمالة البشرية، إذ بدأت بعض النقابات في التعبير عن مخاوفها من احتمالية استبدال فنيين محترفين بروبوتات مدرّبة. إلا أن الحكومة اليابانية شددت في بيان رسمي لها بخصوص هذه المخاوف، أن هدف استخدام هذه الروبوتات ليس الإقصاء البشري بل الدعم البشري، خاصة في ظل النقص الحاد في الأيدي العاملة نتيجة شيخوخة السكان.

وأشارت وزارة الاقتصاد اليابانية إلى إطلاق مبادرة تشجيعية عام 2025 لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في دمج الروبوتات الذكية ضمن عملياتها، دون الإضرار بالعمال الحاليين.

تشير التقديرات إلى أن سوق “الروبوتات ذات المهارات اليدوية” في اليابان قد يتجاوز حاجز الـ5 مليارات دولار بحلول عام 2027، مدفوعًا بالطلب العالمي المتزايد على حلول دقيقة وموثوقة في مجالات متعددة.

وفي ظل هذا التقدم السريع تُثبت اليابان مرة أخرى أنها في طليعة الدول التي توظّف التكنولوجيا لصالح التنمية البشرية والاقتصادية، مما يفتح الباب لعصر جديد من التعاون بين الإنسان والآلة، ليس فقط في المصنع وتعليم الروبوتات المهارات اليدوية، بل في المستشفى، المطبخ، وحتى في الحياة اليومية.

اقرأ ايضاً :

وداعًا للشائعات: تطبيق سكايب ليس في طريقه للإغلاق، ولكن التركيز ينتقل إلى أفق جديد في عالم الاتصالات الرقمية!
وداعًا للشائعات: تطبيق سكايب ليس في طريقه للإغلاق، ولكن التركيز ينتقل إلى أفق جديد في عالم الاتصالات الرقمية!

 

شركة الإتصالات اليابانية NTT تُعيد تشكيل استراتيجيتها العالمية باستحواذ كامل على NTT Data
شركة الإتصالات اليابانية NTT تُعيد تشكيل استراتيجيتها العالمية باستحواذ كامل على NTT Data

 

شركة JFE اليابانية تستثمر 2.8 مليار دولار عالميًا: خطوة لإنقاذ الصناعة الثقيلة؟
شركة JFE اليابانية تستثمر 2.8 مليار دولار عالميًا: خطوة لإنقاذ الصناعة الثقيلة؟