أول مدينة تحت الماء في اليابان: الواقع المعزز يحوّل الخيال إلى حقيقة!

أول مدينة تحت الماء في اليابان: الواقع المعزز يحوّل الخيال إلى حقيقة!
أول مدينة تحت الماء في اليابان: الواقع المعزز يحوّل الخيال إلى حقيقة!

في إنجاز تقني غير مسبوق بالعالم عامة وباليابان خاصة، وخطوة جريئة من اليابان، أعلنت اليابان عن إطلاق مشروع طموح لبناء أول مدينة تحت الماء في اليابان بل اول مدينه في العالم تحت الماء ؛ لتصبح أول دولة في العالم تخطط لبناء بيئة سكنية متكاملة تحت ماء المحيط، تلك المدينة تمزج بين التكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية، في خطوة تعكس رؤية مستقبلية جريئة وفريدة لحياة الإنسان في بيئات غير تقليدية ولأول مرة حياة ومدينة بالكامل بكل مرافقها تحت الماء. المدينة الجديدة التي يُطلق عليها اسم “مارين سبتير” (Marine Sphere)، وفقا لمخطط اليابان سيتم إنشاؤها على عمق يزيد عن 200 متر تحت سطح البحر بالقرب من سواحل محافظة شيزوؤكا، ومن المخطط أن يتوافر بها مجتمعًا متكاملاً يعمل بتقنيات متقدمة أبرزها الواقع المعزز.

مشروع بناء مدينة تحت الماء في اليابان بقيادة شركة “شيمازو كوربوريشن” اليابانية

هذا المشروع بقيادة شركة “شيمازو كوربوريشن” اليابانية، ويجري تنفيذه بالتعاون مع جامعات ومراكز بحثية محلية، والمشروع يهدف إلى تصميم بيئة سكنية متطورة قادرة على استيعاب نحو 1,500 شخص في المرحلة الأولى من المشروع، ضمن كرة زجاجية ضخمة بقطر يقارب 500 متر. المدينة سيتم تهيئتها لتضم مساكن، معامل بحث، مراكز تجارية، ومرافق سياحية، وتُدار بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، ما يجعلها نموذجًا مثاليًا للحياة الذكية والمستدامة في المستقبل.

 

اللافت للنظر في هذا المشروع هو دور الواقع المعزز الذي سيكون جزءًا أساسيًا من تصميم المدينة وتجربة العيش فيها. من خلال نظارات وتقنيات مدمجة، سيتمكن السكان من تخصيص محيطهم البصري، ورؤية مشاهد افتراضية تحاكي الطبيعة أو الفضاء الخارجي، بل وحتى التفاعل مع أشخاص من خارج المدينة عبر واجهات تفاعلية. كما ستُستخدم التقنية في التعليم، الترفيه، وإدارة الأنشطة اليومية، مما يعزز من جودة الحياة رغم العيش في بيئة معزولة تماما تحت الماء.

 

المتحدث الرسمي باسم “شيمازو” أوضح أن المشروع “ليس فقط تجربة هندسية فريدة، بل دعوة لإعادة التفكير في طرق التوسع الحضري، خاصة مع التحديات البيئية والكثافة السكانية التي تواجهها المدن الكبرى”. وأضاف أن المدينة ستُجهّز بأنظمة لإنتاج الطاقة من تيارات المحيط وسيتم الإرشاد في استخدامها، و أيضا تحلية مياه البحر، إلى جانب أنظمة ذكية لإدارة النفايات والحفاظ على التوازن البيئي داخل المجسم الزجاجي العملاق.

 

المشروع حظي باهتمام عالمي واسع وأخذ ضجة كبيرة، خاصة من قبل المستثمرين والمهندسين في مجالات الهندسة البحرية والتقنيات الذكية. وقد بدأت بالفعل الدراسات البيئية والاختبارات الهندسية التي تسبق عمليات الإنشاء الفعلي للمدينة، والتي يُتوقع أن تنطلق مع نهاية عام 2025.

أول مدينة تحت الماء في اليابان: الواقع المعزز يحوّل الخيال إلى حقيقة!
أول مدينة تحت الماء في اليابان: الواقع المعزز يحوّل الخيال إلى حقيقة!

من جهة أخرى أكد مسؤولون حكوميون أن المشروع يدخل ضمن إطار خطط اليابان للتحول إلى مجتمع مستدام يعتمد على الابتكار في مواجهة التغير المناخي وتقلص المساحات السكنية بالعالم. وذكر تقرير حكومي أن مثل هذه المشاريع قد تشكّل مستقبل المدن في العقود القادمة، خصوصًا في ظل ارتفاع منسوب البحار و تزايد الكوارث الطبيعية، وهي فكرة راودت الخيال العلمي؛ ولكن اليوم بإمكانها أن تصبح حقيقة بفضل التقدم التكنولوجي.

 

أما من حيث التكلفة، فقد قُدّرت الميزانية الأولية للمشروع بـ 26 مليار دولار، بتمويل مشترك من القطاعين العام والخاص، مع اهتمام متزايد من شركات عالمية متخصصة في تقنيات البناء والذكاء الاصطناعي.

 

تسعى اليابان من خلال هذا المشروع إلى أن تكون أول دولة تفتح الباب أمام بناء هذا النوع من المدن “المدن الغامرة” تحت سطح الماء بالكامل، ومقدمة نموذجا جديدا للحياة خارج حدود اليابسة، ما يفتح آفاقًا جديدة للهندسة المعمارية والتعايش الإنساني مع الطبيعة عبر حلول مبتكرة وآمنة.

اقرا ايضا : شركة CATL تشعل سوق هونغ كونغ: أكبر اكتتاب لعام 2025 يفتح الباب أمام سباق بطاريات السيارات الكهربائية