هل تساءلت يومًا كيف يقضي اليابانيون يومهم وسط تقاليد وإتيكيت الحياة اليومية في اليابان الصارم الذي يشمل كل جوانب الحياة؟ من طريقة إلقاء التحية إلى آداب تناول الطعام، تلعب القواعد الاجتماعية دورًا أساسيًا في الحياة اليومية باليابان. إذا كنت تخطط لزيارة هذا البلد المذهل، فسيكون من المفيد التعرف على هذه العادات لتجنب أي مواقف غير مريحة. فما هي أهم قواعد الإتيكيت التي يجب أن يعرفها كل مسافر إلى اليابان؟
أشياء ممنوعة في اليابان
على الرغم من أن اليابان دولة متقدمة، إلا أنها بلد تتميز بنظامها الصارم واحترامها العميق للقوانين والتقاليد الاجتماعية، حيث يلعب إتيكيت الحياة اليومية في اليابان دورًا مهمًا في التفاعل اليومي. وهناك العديد من الأمور التي قد تكون مقبولة في دول أخرى لكنها ممنوعة أو غير مستحبة في اليابان. إذا كنت تخطط لزيارة هذا البلد، فمن المهم التعرف على هذه المحظورات لتجنب أي مواقف غير مرغوب فيها. ومن الأشياء الممنوعة في اليابان ما يلي:
- تنظيف الأنف في الأماكن العامة.
- الأكل أثناء المشي، فيُعتبر تناول الطعام أثناء المشي في الشوارع سلوكًا غير مهذب، وخاصة في الأماكن العامة والمواصلات.
- السباحة في الينابيع الساخنة (أونسن) مع وشم ظاهر، فبعض الينابيع ترفض دخول الأشخاص الذين لديهم وشوم.
- التحدث بصوت عالٍ في وسائل النقل العام، حيث أنه من غير اللائق التحدث بصوت مرتفع في القطارات أو الحافلات، حيث يحرص اليابانيون على الهدوء.
- حمل الأسلحة حتى الصغيرة منها، حمل السكاكين أو الأدوات الحادة في الأماكن العامة، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل قانونية.
- إلتقاط الصور في بعض الأماكن دون إذن، فبعض المعابد والمزارات لا تسمح بالتصوير، كما يُفضل طلب الإذن عند تصوير الأشخاص.
أغرب العادات والتقاليد في اليابان

تختلف كل بلد عن غيرها من حيث عاداتها وتقاليدها، فاليابان بلد فريدة بثقافتها الغنية وعاداتها التي قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للزوار من الثقافات الأخرى. فكثير من هذه العادات تنبع من إتيكيت الحياة اليومية في اليابان، الذي يركز على النظام والاحترام والتقاليد المتوارثة. ومن أغرب تلك العادات والتقاليد:
- رفض البقشيش، فيُعتبر البقشيش من العادات الخاطئة غير المحببة في اليابان على عكس بعض الدول الأخرى، فلا يُقبل إعطاء البقشيش في المطاعم والفنادق، بل يعتبر إهانة.
- يُعتبر النوم أثناء العمل مقبولًا بل وأحيانًا دليلًا على الاجتهاد، حيث يُنظر إليه على أنه علامة على أن الشخص مرهق بسبب العمل الجاد.
- استخدام الأقنعة الطبية يوميًا، ليس فقط أثناء الأوبئة، بل يرتدي اليابانيون الأقنعة في الحياة اليومية لحماية الآخرين من نزلات البرد أو الحساسية، وأحيانًا كوسيلة للحفاظ على الخصوصية.
- يفضل اليابانيون تناول الطعام بهدوء، لكن هناك استثناء واحد وهو تناول الرامين، حيث يُعتبر إصدار صوت عند تناول النودلز علامة على الاستمتاع بالطعام وليس تصرفًا غير مهذب.
- تجنب لمس الآخرين، فالمصافحة ليست شائعة في اليابان، وبدلًا من ذلك يعتمد اليابانيون على الانحناء كطريقة رسمية لإلقاء التحية أو التعبير عن الشكر والاعتذار، فكلما قلت زاوية الانحناء دل على مزيد من الاحترام.
- منع استخدام الهاتف في المواصلات العامة، يُطلب من الركاب في القطارات والحافلات ضبط هواتفهم على الوضع الصامت وعدم إجراء مكالمات، حفاظًا على الهدوء والاحترام المتبادل.
- تقديم الهدايا بطريقة خاصة، فإهداء الهدايا في اليابان ليس مجرد مجاملة، بل يخضع لقواعد دقيقة، مثل تجنب إعطاء الهدايا بأعداد غير محببة (مثل 4) وضرورة تغليف الهدية بعناية لأن شكلها يعكس مدى احترامك للمُتلقي.
- خلع الحذاء في الأماكن المخصصة، فيجب خلع الحذاء عند دخول المنازل التقليدية وبعض المطاعم والمعابد.
- استخدام عيدان تناول الطعام بشكل صحيح.
- الوقوف على الجانب الصحيح عند استخدام السلالم المتحركة حتى لا تسبب تعطيل المارة.
التراث الياباني

يعتبر التراث الياباني واحدًا من أغنى وأقدم التراثات في العالم، حيث يجمع بين العادات التقليدية والفنون والثقافات التي تطورت على مدى قرون. يعتمد التراث الياباني على القيم الأساسية مثل الانسجام مع الطبيعة، والاحترام، والتوازن بين الحداثة والتقاليد. ويتجلى ذلك في إتيكيت الحياة اليومية في اليابان، الذي يعكس الاحترام العميق للعادات والتقاليد في التعاملات اليومية. ومن تلك العادات والتراثيات الآتي:
-
شودو
هو فن الخط الياباني، ويُعتبر فن الكتابة بالفرشاة من أرقى أنواع الفنون اليابانية، حيث يعكس الجمال والبساطة. فنجد الكثير من تطبيقات فن الخط في أنحاء اليابان على أبواب المدارس وفي الأماكن العامة. ونجد كثيرًا من الرهبان في المعابد يقومون برسم الشخصيات وكتابة الحكم المأثورة على الهدايا التذكارية لبيعها في متاجر المعبد.
- البونساي
هو فن زراعة الأشجار الصغيرة داخل أصص في صورة مصغرة للأشجار العملاقة، ويستغرق نمو شجر البونساي سنوات طويلة، ويمكن تنفيذ فن البونساي على أي نوع من الشجيرات العملاقة التي تأخذ وقتًا طويلًا في النمو وتحتفظ بحجمها الصغير لفترة طويلة.
-
الإيكيبانا
هو فن ياباني تقليدي يعني بتنسيق الزهور بطريقة فنية تعكس الجمال الطبيعي والتوازن والتناغم بين العناصر المختلفة. ويُعرف أيضًا باسم “طريق الزهور” نشأ فن الإيكيبانا في اليابان منذ أكثر من 600 عام، وكان في البداية مرتبطًا بالممارسات الدينية البوذية، حيث كانت الزهور تُقدَّم كقرابين في المعابد. وهو ليس مجرد ترتيب عشوائي للزهور، بل ممارسة فنية تحمل معاني عميقة وتستند إلى فلسفة الزِن والانسجام مع الطبيعة.
-
السادو
هو فن ياباني تقليدي لتحضير وتقديم الشاي، يعكس فلسفة الزِن وإتيكيت الحياة اليومية في اليابان من خلال التركيز على الاحترام والانسجام. ولا يقتصر السادو على مجرد شرب الشاي، بل هو تجربة ثقافية وروحية، حيث يقوم المضيف بإعداد شاي الماتشا في أجواء هادئة داخل غرفة الشاي التقليدية، حيث تُراعى كل حركة بدقة وتأمل. وتعتمد الطقوس على استخدام أدوات خاصة مثل وعاء الشاي (تشاوان) وخفاق الخيزران (تشاسين). ويتبع الضيوف قواعد محددة عند الشرب، فيجب على الضيف أن يمسك الوعاء بكلتا يديه، ويدوره قليلًا قبل الشرب احترامًا للمضيف. ولا يزال السادو يُمارس في اليابان حتى الآن كوسيلة للاسترخاء والتأمل.
أشياء مشهورة في اليابان
تتميز اليابان بثقافتها الغنية الفريدة من نوعها حيث يجتمع فن إتيكيت الحياة اليومية في اليابان مع التقاليد العريقة والتكنولوجيا الحديثة ليخلق تجربة مميزة للزوار. فهناك العديد من الأشياء التي تجعل اليابان دولة استثنائية، ومن أشهر الأشياء التي تميز اليابان:
- المطبخ الياباني: يُعد المطبخ الياباني واحدًا من أكثر المطابخ شهرة وتميزًا في العالم، حيث يتسم الطعام التقليدي الياباني بالبساطة والتوازن والنكهات الغنية. وبفضل مكوناته الطازجة وتقنياته الفريدة، استطاع أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليابانية.
- القطارات السريعة (شينكانسن): وهو ما يُسمى “بقطار الطلقة”، وهو من الأشياء التي تشتهر بها اليابان. ويمكن أن تصل سرعة هذه القطارات إلى 320 كم/ساعة، وهي أفضل طريقة لاستكشاف اليابان.
- طقوس الشاي: وهي من المراسم والطقوس التقليدية في اليابان، حيث يتم التحضير الدقيق لشاي الماتشا “الشاي الأخضر المطحون” في أجواء هادئة، تعتمد على مبادئ الانسجام والاحترام. حيث يؤدي المضيف الحركات بدقة، ويشرب الضيف الشاي وفق قواعد محددة تعبر عن التقدير والتواضع. فيجب على الضيف أن يمسك الوعاء بكلتا يديه، ويدوره قليلًا قبل الشرب احترامًا للمضيف.
- جبل فوجي: وهو أحد المعالم السياحية الشهيرة في اليابان، وأحد أهم الرموز اليابانية الهامة، وأشهر الجبال البركانية في العالم. حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 3776 مترًا، وبذلك يعتبر أعلى قمة جبلية موجودة في اليابان.
- أزهار الكرز (ساكورا): هي رمز الجمال الياباني في فصل الربيع، حيث تعتبر من أشهر المعالم السياحية الطبيعية في اليابان، حيث تتفتح أزهار الكرز وتكتسي الأشجار بألوان زهرية وبيضاء ساحرة، مما يحوّل المناظر الطبيعية إلى لوحات فنية.
- شارع الأنمي: يعتبر شارع الأنمي من أهم المقاصد والوجهات السياحية لعشاق الألعاب الإلكترونية، كما يعتبر شارع الأنمي من أجمل شوارع مدينة طوكيو، حيث تُصمم فيه المباني بطابع الأنمي والمانغا.
معلومات غريبة عن اليابان

تشتهر اليابان بالعديد من العادات والظواهر الفريدة والغريبة أيضًا التي تختلف عن كثير من الدول. فمن تلك المعلومات الغريبة عن دولة اليابان هي:
- تحتوي اليابان على أعلى معدلات متوسط أعمار في العالم، فتعتبر دولة اليابان ثاني أكبر دولة في العالم تحتوي على أكبر عدد من كبار السن ذوي الأعمار الطويلة وبصحة جيدة. ويرجع الأمر إلى نظامهم الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.
- تحتوي على كمية كبيرة من آلات البيع، كما يوجد في اليابان أكثر من 5 ملايين آلة بيع، تبيع كل شيء من المشروبات والأطعمة إلى المظلات والزهور.
- تحتوي على أقل نسبة سمنة مفرطة في العالم، حيث لا يتواجد بين سكانها الكثير من يعاني من السمنة المفرطة سوى لاعبي السومو لإتباعهم أنظمة غذائية معينة. ولكن تشدد الحكومة على إتباع الأنظمة الصحية والرياضية لكي يتمتع مواطنوها بصحة جيدة.
- تتميز اليابان بكونها واحدة من أعلى معدلات القراءة والكتابة في العالم، حيث تتجاوز نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة 99%. مما يعكس هذا الاهتمام الكبير بالتعليم والثقافة، وهو جزء أساسي من إتيكيت الحياة اليومية في اليابان الذي يشجع على التعلم المستمر واحترام المعرفة.
تعكس العادات والثقافات اليابانية مزيجًا فريدًا من التقاليد العريقة والتطور الحديث، حيث يلعب إتيكيت الحياة اليومية في اليابان دورًا أساسيًا في تنظيم السلوك والتعاملات الاجتماعية. سواء كنت تخطط لزيارة اليابان أو التعرف على ثقافتها عن بُعد، فإن “دليلك العربي في اليابان” سيساعدك على فهم هذه العادات والتكيف معها، مما يجعل تجربتك أكثر سلاسة واحترامًا للقيم اليابانية.