كيف تحترم الثقافة اليابانية عند زيارة المعابد والأضرحة

محتويات المقال

المعابد البوذية والأضرحة الشنتوية لا تقتصر في الثقافة اليابانية على أنها أماكن دينية فحسب، بل هي تعكس أيضًا التقاليد التي يمارسها الشعب الياباني عبر العصور. ولأن احترام العادات والتقاليد جزء أساسي من تجربة السفر، فمعرفتك بعادات وتقاليد المكان المتبعة ستكون انعكاسًا قويًا لروح شخصيتك المعرفية واحترامك لآداب تلك الثقافة.

أهمية احترام الثقافة المحلية عند السفر

تختلف العادات والتقاليد من بلد إلى آخر، فما يعتبر عاديًا في بلدك قد يكون غير مسموح به في بلدٍ آخر. يساعد احترام الثقافة المحلية عند زيارة بلد غريب في بناء التواصل بين السياح والسكان المحليين. يشمل ذلك احترام المناطق الثقافية والدينية وعدم الإضرار بالبيئة. في الثقافة اليابانية، يُعد الالتزام بالآداب العامة واحترام التقاليد أمرًا في غاية الأهمية، حيث يتمسك اليابانيون بعاداتهم وقيمهم المتوارثة. بعض القوانين الثقافية قد تكون غير مألوفة للسياح، لذلك فإن احترام القوانين والعادات في الثقافة اليابانية يجنب الزائر الوقوع في مسألة قانونية قد تعكر صفو مزاجه، كما يعكس مدى تقديره واحترامه للمجتمع الياباني.

الفرق بين المعابد والأضرحة

المعابد البوذية: هي أماكن للعبادة يتم فيها ممارسة التعليم البوذي، وتحتوي على تماثيل بوذا.

الأضرحة الشنتوية: أماكن مخصصة لعبادة الكامي (الأرواح أو الآلهة الشنتوية)، وتحتوي على بوابات حمراء (بوابات توري)، وأيضًا بها التمائم.

الأضرحة

عند ذهابك إلى أضرحة يابانية، ستجد بوابات التوري في مداخل الأضرحة، فهي في الثقافة اليابانية تعتبر الخط الفاصل بين الأراضي المقدسة والعالم الدنيوي، حتى وإن لم يكن بداخلها حرم تسكنه الآلهة. الطريقة الصحيحة للدخول من تلك البوابة هي أن تنحني مرة واحدة أمام البوابة، وأيضًا عدم التوجه إلى منتصف المسافة بين أعمدة البوابة (مركز البوابة)، بل اتجه إلى جانب البوابة يمينًا أو يسارًا.

حوض التطهير

يجب على الزوار تطهير أبدانهم قبل الصلاة، وذلك بغسل اليدين والفم في منطقة التطهير، وهذه المنطقة في الثقافة اليابانية تُعرف باسم تيميزويا. ويعتبر هذا الطقس خطوة أساسية قبل الدخول إلى الأماكن المقدسة، حيث يُرمز إلى النقاء والطهارة الروحية.

عند وصولك إلى حوض التطهير، ستجد مغارف معدنية متاحة لاستخدامك. في الثقافة اليابانية، يُعتبر هذا الطقس خطوة أساسية قبل الدخول إلى الأماكن المقدسة، حيث يُرمز إلى النقاء والطهارة الروحية. من المهم استخدام مغرفة واحدة فقط لإتمام العملية كاملة، وذلك وفقًا للتقاليد اليابانية التي تؤكد على عدم التبذير واحترام الموارد المتاحة.

في الثقافة اليابانية، يتم تنفيذ طقوس التطهير بطريقة محددة للحفاظ على قدسية المكان:

  • أمسك المغرفة باليد اليمنى، واسكب القليل من الماء على يدك اليسرى لغسلها جيدًا.
  • قم بتبديل المغرفة إلى يدك اليسرى، ثم استخدمها لغسل يدك اليمنى.
  • صب كمية صغيرة من الماء في راحة يدك اليسرى، ثم اشطف فمك بها دون ابتلاع الماء.
  • تخلص من الماء المتبقي خارج حوض التطهير، مع التأكد من عدم إدخال الماء إلى النافورة.
  • بعد الانتهاء، أمسك المغرفة بشكل عمودي واترك الماء المتبقي يجري على المقبض، مما يضمن نظافتها للزوار القادمين بعدك.

يُعد التأني والهدوء خلال هذه الطقوس أمرًا مهمًا في الثقافة اليابانية، حيث يُنظر إلى هذه الممارسات على أنها تعبير عن الاحترام والتقدير للأماكن المقدسة. كما يجب عليك مراعاة عدم التحدث بصوت عالٍ أو القيام بتصرفات غير لائقة، حيث يُعتبر هذا المكان مقدسًا وذو طابع روحاني خاص.

طقوس الصلاة بالضريح 

في الثقافة اليابانية، تحمل طقوس الصلاة في الضريح أهمية خاصة وتعكس الاحترام العميق للتقاليد الدينية والمعتقدات الروحية. عند دخول الضريح الياباني، من الضروري اتباع التقاليد والاحترام المتعارف عليه في هذه الأماكن المقدسة. وعند وصولك إلى المذبح، يجب عليك اتباع الخطوات التالية وفقًا للممارسات السائدة في الثقافة اليابانية:

  • رمي عملة معدنية في صندوق القرابين برفق، ويُفضل استخدام عملات تحمل دلالات الحظ الجيد مثل 5 ين ياباني، حيث يعتقد البعض أنها تجلب البركة.
  • دق الجرس الموجود في الضريح، حيث يُقال إن صوت الجرس يعمل على تنقية الروح وإعلام الآلهة بوجودك، وهي ممارسة تقليدية متجذرة في الثقافة اليابانية.
  • الانحناء مرتين ببطء، مع إظهار التقدير والاحترام للآلهة، وهو تعبير عن الامتنان والاحترام المتبادل في الطقوس اليابانية.
  • التصفيق باليد مرتين، حيث يُعتقد أن هذا الفعل يساعد في استدعاء انتباه الآلهة إلى دعائك، وهو تقليد يُمارس في العديد من الأضرحة الشنتوية في الثقافة اليابانية.
  • ضم اليدين إلى الصدر وتقديم صلاتك بهدوء وتأمل، مع التركيز على الدعاء والامتنان.
  • الانحناء مرة أخيرة قبل المغادرة كتعبير عن الشكر والاحترام.

يفضل أن تتم هذه الطقوس في هدوء تام، مع تجنب الضحك أو التحدث بصوت عالٍ، حيث يعد ذلك تصرفًا غير لائق في الأماكن المقدسة. في الثقافة اليابانية، يعكس الالتزام بهذه القواعد الاحترام العميق للمعتقدات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال. عند مغادرتك الضريح، يمكنك الانحناء أمام البوابة كتحية أخيرة، ومن ثم المغادرة بروح هادئة ومطمئنة، كما هو متعارف عليه في التقاليد اليابانية.

المعابد 

في الثقافة اليابانية، تعد المعابد أماكن روحانية هادئة تعكس التقاليد الدينية العريقة. وعلى الرغم من عدم وجود قواعد صارمة كما هو الحال في الأضرحة، إلا أن الالتزام بالهدوء والاحترام داخل المعبد هو أمر جوهري. يجب على الزائرين التحلي بالسلوك اللائق والامتناع عن أي تصرف قد يُخل بالأجواء الروحانية التي تميز هذه الأماكن في الثقافة اليابانية.

إذا وُجدت في المعبد منطقة تيميزويا، فمن الضروري أن يطهر الزائر يديه وفمه بنفس الطريقة المتبعة في الأضرحة، حيث يعتبر هذا الطقس جزءًا من العادات الدينية الراسخة في الثقافة اليابانية.

تحتوي العديد من المعابد على أوسينكوا (البخور)، وهو عنصر مهم في الممارسات الدينية اليابانية. يمكن للزوار شراء أعواد البخور بوضع عملة معدنية في صندوق التبرعات، وهي ممارسة شائعة في الثقافة اليابانية تعكس الاحترام للمعتقدات الروحانية. وعند إشعال البخور، يجب إطفاء الشعلة عن طريق التلويح باليد، وليس عن طريق النفخ بالفم، حيث يُعتبر ذلك أكثر احترامًا وفقًا للعادات المحلية. بعد ذلك، يُوضع عود البخور في موقد خاص، ومن ثم يمكن للزائر ضم يديه للصلاة بهدوء وتأمل. بعض الزوار يلوحون بدخان البخور نحو أجسادهم، إذ يعتقدون أنه يمتلك قدرة على الشفاء، وهو اعتقاد شائع في الثقافة اليابانية.

التصفيق عند الصلاة ليس سلوكًا متبعًا في المعابد، حيث تختلف الطقوس الدينية بين المعابد البوذية والأضرحة الشنتوية في الثقافة اليابانية. لذا، من المهم معرفة الفروقات بين هذه الطقوس لاحترام العادات الخاصة بكل مكان.

من التقاليد الراسخة في الثقافة اليابانية خلع الأحذية قبل الدخول إلى ساحات المعابد، وذلك للحفاظ على نظافة المكان وقدسيته. يمكن للزائر أخذ حذائه معه داخل كيس بلاستيكي توفره بعض المعابد، أو تركه في أرفف الأحذية المخصصة عند المدخل، وذلك امتثالًا للتقاليد التي تميز التجربة الدينية في اليابان.

التصرف داخل المعبد أو الضريح

عند زيارة المعابد البوذية أو الأضرحة الشنتوية في الثقافة اليابانية، يجب الالتزام بآداب المكان واحترام قدسيته، حيث تعد هذه المواقع جزءًا أساسيًا من التقاليد الراسخة التي تميز الثقافة اليابانية. لضمان تجربة محترمة وخالية من أي سلوك غير لائق، يُفضل اتباع الإرشادات التالية:

  • الالتزام بالصمت والهدوء: في الثقافة اليابانية، يُعتبر الهدوء علامة احترام عند زيارة الأماكن المقدسة. التحدث بصوت منخفض، إن لزم الأمر، يساعد في الحفاظ على الجو الروحاني ويجنب إزعاج الزوار الآخرين.
  • الانتباه إلى قوانين التصوير: بعض المعابد والأضرحة في الثقافة اليابانية تمنع التقاط الصور لحماية قدسية المكان. يُنصح دائمًا بالبحث عن اللافتات الإرشادية أو الاستفسار من المسؤولين قبل التصوير.
  • تجنب لمس التماثيل أو الأشياء المقدسة: العديد من المعابد تحتوي على تماثيل وأدوات ذات قيمة روحية عميقة في الثقافة اليابانية، لذا فإن الامتناع عن لمسها يُعد تصرفًا يعكس الفهم والاحترام للعادات المحلية.
  • الالتزام بملابس محتشمة ومناسبة: في الثقافة اليابانية، يُفضل ارتداء ملابس محتشمة عند زيارة المعابد والأضرحة، حيث تعكس الملابس المناسبة احترامًا لقدسية المكان. بعض المواقع قد توفر أغطية أو شالات عند الحاجة.
  • الامتناع عن تناول الطعام أو التدخين: يُعتبر تناول الطعام أو التدخين داخل مناطق العبادة أمرًا غير مقبول في الثقافة اليابانية، إذ يُعد ذلك تدنيسًا للمكان المقدس. يُفضل الالتزام بتناول الطعام في المناطق المخصصة خارج المعابد والأضرحة.
  • عدم الوقوف أو الجلوس في مناطق الصلاة: في الثقافة اليابانية، هناك أماكن مخصصة لأداء الطقوس الدينية، لذا من الضروري تجنب الجلوس أو الوقوف في تلك المناطق، احترامًا للمصلين والطقوس الدينية.

عند مغادرتك للمكان، لا توجد إرشادات إلزامية محددة، ولكن من المستحب في الثقافة اليابانية الانحناء أمام البوابة كعلامة احترام وتقدير لهذا المكان المقدس. كما أن مغادرة الموقع بروح هادئة وممتنة تعكس فهمًا عميقًا لقيم وتقاليد الثقافة اليابانية وتجعل التجربة أكثر ثراءً وخصوصية.

عند زيارتك للمعابد والأضرحة في اليابان، احرص على أن تكون سفيرًا للاحترام وحسن التعامل مع الثقافات الأخرى. المعابد والأضرحة في اليابان هي جزء أساسي من الثقافة اليابانية، واتباعك للإرشادات والتعليمات الصحيحة يعبر عن احترامك لثقافة البلد. ولمزيد من المعلومات عن اليابان، يمكنك متابعة دليلك العربي الشامل في اليابان.

الوسوم الشائعة